الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال الإمام النسائي – رحمه الله تعالى - :أخبرنا علي بن الحسين عن أُميَّة بن خالد عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء – رضي الله تعالى عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعا ، عريض ما بين المنكبين ، كثّ اللحية ، تعلوه حُمرة ، جُمَّتُهُ إلى شحمتي أذنيه ، لقد رأيته في حُلَّة حمراء ، ما رأيت أحسن منه . سنن النسائي 8 ص159 .وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب – رضي الله تعالى عنهما – قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، له شعر يبلغ شحمة أُذُنيه ، رأيته في حُلَّةٍ حمراء ، لم أر شيئا قط أحسن منه .وقال يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه ( إلى منكبيه ) . كتاب المناقب – باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ – رحمه الله تعالى - :قوله : ( يوسف بن أبي إسحاق ) : هو يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق ، نسبة إلى جده .قوله : ( إلى منكبيه ) : أي زاد في روايته عن جده أبي إسحاق عن البراء في هذا الحديث : له شعر يبلغ شحمة أُذنيه إلى منكبيه ، وطريق يوسف هذه أوردها المصنف قبل هذا بحديث لكنه اختصرها .قال ابن التين تبعاً للداودي : قوله ( يبلغ شحمة أُذنيه ) : مغاير لقوله : ( إلى منكبيه ) ، وأُجيب بأن المراد أن معظم شعره كان عند شحمة أذنه ، وما استرسل منه متصل إلى المنكب ، أو يحمل على حالتين ، وقد وقع نظير ذلك في حديث أنس عند مسلم من رواية قتادة عنه أن شعره كان بين أُذنيه وعاتقه .وفي حديث حميد عنه : ( إلى أنصاف أُذنيه ) ، ومثله عند الترمذي من رواية ثابت عنه .وعند ابن سعد من رواية حماد عن ثابت عنه : ( لا يجاوز شعره أُذنيه ) ، وهو محمول على ما قدمتُه أو على أحوال متغايرة ، وروى أبو داود من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة .وفي حديث هند بن أبي هالة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الترمذي وغيره : ( فلا يجاوز شعره شحمة أُذنيه إلى هو وفّره ) ، أي جعله وفرة . فهذا القيد بؤيد الجمع المقدم ... انتهى المراد من كلام الحافظ – رحمه الله تعالى - ، فتح الباري 6 ص661-662
كتبت هذا البحث بطلب عام من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز– أثابه الله تعالى - .
وقد قرأ البحث الشيخ عبد العزيز الراجحي – أثابه الله تعالى – على سماحة شيخنا الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز بتاريخ تحرير البحث .