444-هل يجوز أن يقال الأحاديث كلام الله ؟
قال السيوطي:" وأما هل يجوز أن يقال الأحاديث كلام الله ؟ فنعم بمعنى أنها من عند الله قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وروى أبو داود، وابن حبان في صحيحه من حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ألا أني أوتيت الكتاب وما يعدله فرب شبعان على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ما كان فيه من حلال استحللناه وما فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلّم مثل ما حرم الله) وروى أبو داود من حديث العرباض بن سارية نحوه، وفيه: (ألا إني أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها بمثل القرآن أو أكثر) وأصرح من ذلك في المطلوب ما رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل الحيين ربيعة، ومضر، فقال رجل: يا رسول الله وما ربيعة ومضر؟ فقال: (إنما أقول ما أقول) وإسناده حسن، وقال حسان بن عطية: كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلّم بالسنة كما ينزل بالقرآن أخرجه الدارمي بإسناد صحيح عنه وهو شامي ثقة من صغار التابعين ولذلك شواهد كثيرة استوعبتها في القطعة التي كتبتها على سنن ابن ماجة وفيما ذكرناه كفاية."
[الحاوي للفتاوى للسيوطي (1/292) تحقيق عبد اللطيف حسن عبد الرحمن دار الكتب العلمية بيروت / لبنان - 1421هـ - 2000م]