717-[من مُجابي الدعوة]
قال ابن رجب الحنبلي:" ... فبلغني: أن " تتشا " لما عزم على المجيء إلى بغداد في الدفعة الأولى لما وصلها السلطان سأله الدعاء؟ فدعا له بالسلامة، فعاد سالمًا. فلما كان في الدفعة الثانية استدعى السلطان وهو ببغداد لأخيه " تتش " فَرُعِب وسأل أبا الفرج الدعاء له فقال له: لا تراه ولا تجتمع به. فقال له " تتش " : وهو مقيم ببغداد، وقد برزت إلى عنده، ولا بد من المصير إليه. فقال له: لا تراه، فعجب من ذلك، وبلغ " هِيتَ " فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد، فعاد إلى دمشق وزادت حشمة أبي الفرج عنده ومنزلته لديه.وبلغني أن بعض السلاطين من المخالفين كان أبو الفرج يدعو عليه، ويقول: كم أرميه ولا تقع الرمية به. فلما كان في الليلة التي هلك ذلك المخالف فيها، قال أبو الفرج لبعض أصحابه: قد أصبت فلانًا وقد هلك، فأرِّخت الليلة، فلما كان بعد بضعة عشر يومًا ورد الخبر بوفاة ذلك الرجل في تلك الليلة التي أخبر أبو الفرج بهلاكه فيها."
[الذيل على طبقات الحنابلة (1/70) للحافظ ابن رجب الحنبلي - طبعة دار المعرفة].