695-[باب ما جاء فيه ثلاث لغات فتركوهن واستعملوا رابعة لا تجوز]
"يقولون بِيطار والصواب: بَيطار وبَيطر ومُبَيطر، وأصله من البَطْر وهو الشّق، ويقولون: رجل أسْبَط، والصواب: سَبْط وسَبِط وسَبَط.ويقولون: مَنتَن، والصواب: مُنتِن، وجاء مِنْتن ومُنْتُن، بكسر الميم والتاء وضمها.
ويقولون: هم في دَركلة، والصواب: دِركلِة وهي لعبة للعجم، وفيها ثلاث لغات: دِركِلة بكاف محضة، ودركلة بحرف بين الكاف والقاف، وقال ابن خرّازاذ: قال أبو بكر: الدِّرقلِة بالقاف: لعبة للعجم، ويقال: دّرقَل إذا رقص.
ويقولون: ما نَالَ لك أن تفعل كذا، والصواب: ما أَنَال لك، رباعي/ ما أنَّ لك، وما أني لك، كله بمعنى ما حانَ لك، وعنده جاء القرآن، قال الله تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد : 16 )
ويقولون: حظا فلانٌ حَظْوة، والصواب: حِظْوَة، وحُظْوة وحِظَة.
مما جاء فيه أكثر من ثلاث لغات ولم يستعملوا فيهنّ واحدة:" القِبة يقولون لها فَحْتَة، والصواب: فَحِث وحِفْثَة، وفَحِتٌ وحَفِتَ، كله عى وزن كَبِر والثاء المثلثة فيه أكثر وأعرف.
وكذلك العَرَبُون: فيه ستَ لغات: عَرَبون وعُرْبُون وعُرْبان وأَرَبُون وأُرْبُون وأُرْبان، وهم يقولون: العَرْبون، بإسكان الراء وذلك لا يجوز.
وكذلك القُنفُذ فيه أربع لغات، وما استعمل الناس خامسة فلا يجوز وقد تقدم في أول الكتاب ( قال في باب الدال والذال) ويقولون قُنفد: والصواب: قنفُذ بالذال المعجمة وبالظاء أيضا، يقال: قُنفُذ وقُنفَذ، وقُنفُظ وقُنفَظ، لا غير،
قال الشاعر:
مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هَجر."
[تثقيف اللسان وتلقيح الجنان (ص 181-182) لابن مكي الصقلي دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا]
