391-[ ذكر مناقب سحنون ]
قال أبو الحسن المالقي الأندلسي :"وكان سحنون يؤدب الناس على الأيمان التي لا تجوز ، من الطلاق والعتاق ، حتى لا يحلفوا بغير الله ؛ ويؤدبهم على سوء الحال في لباسهم وما نهى عنه ، ويأمرهم بحسن السيرة والقصد . وتخاصم إليه رجلان صالحان من أصحابه ؛ فأقامهما ، وأبى أن يسمع منهما ، وقال : استر عني ما ستر الله عليكما وهو أول من نظر في الحسبة من القضاة ، وأمر بتغيير المنكر ؛ وأول من فرق حلق البدع من الجامع ، وشرد أهل الأهواء منه ؛ وأول من جعل الودائع عند الأمناء ؛ وكانت قبل في بيوت القضاة . قال عيسى بن مسكين : فحصل الناس بولايته على شريعته من الحق ؛ ولم يل قضاء إفريقية مثله ويقال إنه ما بورك لأحد ، بعد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما بورك لسحنون في أصحابه ؛ فإنهم كانوا أئمة بكل بلدة . وكان الذين يحضرون مجلسه من العباد أكثر من طلاب العلم".
[تاريخ قضاة الأندلس لإبي الحسن المالقي(ص29) طبعة المكتب التجاري].