مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

629- الإسراء كان بالجسد ونصرة هذا القول

629-[الإسراء كان بالجسد ونصرة هذا القول]


قال القاضي عياض:" ذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه إسراء بالجسد وفي اليقظة وهذا هو الحق وهو قول ابن عباس وجابر وأنس وحذيفة وعمرو وأبي هريرة ومالك بن صعصعه وأبي حبة البدري وابن مسعود والضحاك وسعيد بن جبير وقتادة وابن المسيب وابن شهاب وابن زيد والحسن وإبراهيم ومسروق ومجاهد وعكرمة وابن جريج وهو دليل قول عائشة وهو قول الطبري وابن حنبل وجماعةٍ عظيمةٍ من المسلمين وهو قول أكثر المتأخرين من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين." [الشفا(188)/ دار الكتب العلمية]


ثم قال :"والحق من هذا والصحيح إن شاء الله أنه إسراء بالجسد والروح في القصة كلها (يعني الإسراء والمعراج خلافا لمن قال الإسراء بالجسد و المعراج بالروح).


ثم قال :" وعليه تدل الآية وصحيح الأخبار والاعتبار ولا يُعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الاستحالة وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة، إذ لو كان مناما لقال بروح عبده ولم يقل بعبده (يعني قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعيده).


ثم قال:" وقوله تعالى:( ما زاغ البصر وما طغى) ولو كان مناما لما كانت فيه آية و معجزة ولما استبعده الكفار ولا كذّبوه فيه ولا ارتدّ به ضعفاء من أسلم وافتتنوا به، إذ مثل هذا من المنامات لا يُنكر بل لم يكن ذلك منهم، إلا وقد علَِموا أن خبره إنما كان عن جِسْمِه وحال يقظته إلى ما ذكر في الحديث من ذكر صلاته بالأنبياء ببيت المقدس في رواية أنس أو في السماء على ما روى غيره، وذكر مجيء جبريل له بالبُرَاقِ وخبر المعراج واستفتاح السماء فيقال ومن معك فيقال محمد ولقائه الأنبياء فيها وخبرهم معه وترحيبهم به وشأنه في فرض الصلاة ومراجعته مع موسى في ذلك."

[الشفا(189)/ دار الكتب العلمية].

فوائد ذات صلة