709-[أبو إسماعيل الأنصاري وعنايته بتفسير القرآن]
قال ابن رجب الحنبلي:" ذكر الكتبي في تاريخه: أن الشيخ – أبا إسماعيل الأنصاري - لما رجع من محنته الأولى ابتدأ في تفسير القراَن، ففسره في مجالس التذكير، سنة ست وثلاثين. وفي سنة سبع وثلاثين افتتح القرآن يفسره ثانيًا في مجالس التذكير، قال: وكان الغالب على مجلسه القول في الشرع، إلى أن بلغ إلى قوله عزَّ وَجَل: " والَذِينَ آمَنُوا أَشَذ حُبًّا للّه " آل عمران: 165. فافتتح تجريد المجالس في الحقيقة، وأنقق على هذه الآية من عمره مدة مديدة، وبنى عليها مجالس كثيرة. وكذلك قوله تعالى: " إنَّ الَذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى " الأنبياء: 101، بنى عليها ثلاثمائة وستين مجلساً. فلما بلغ قوله تعالى: " يَكَادُ سَنَا بَرْقه يَذْهَبُ بِالأَبْصَارٍ " النور: 43، كُفَ بَصَرُه سنة ثلاث وسبعين." قال ابن رجب الحنبلي:" قال ابن طاهر الحافظ. سمعت شيخنا الأنصارِيَّ يقول: إذا ذكرتُ التفسيرَ فإنما أذكرهُ من مائة وسبعة تفاسير. قال: وجرى يومًا - وأنا بين يديه - كلامٌ ، فقال: أنا أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً، قال: وقطّ ما ذكر في مجلسه حديثاً إلا بإسناده. وكان يشير إلى صحته وسقمه."
[الذيل على طبقات الحنابلة (1/58) للحافظ ابن رجب الحنبلي - طبعة دار المعرفة]