مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

686-[الصلاة خير من النوم، السنة أن تقال في الأذان الأول]

686-[الصلاة خير من النوم، السنة أن تقال في الأذان الأول]

قال محمد ناصر الدين الألباني :" إنما يشرع التَّثْوِيب في الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبًا، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان في الأذان الأول بعد الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين. رواه البيهقي 1/423 وكذا الطحاوي في شرح المعاني 1/82 وإسناده حسن كما قال الحافظ. وحديث أبي محذورة مطلق وهو يشمل الأذانين لكن الأذان الثاني غير مراد لأنه جاء مقيدا في رواية أخرى بلفظ: (وإذا أذَّنْتَ بالأوّل من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم) أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهم وهو مخرج في صحيح أبي داود، فاتّفق حديثه مع حديث ابن عمر، ولهذا قال الصنعاني في سبل السلام 1/167-168، عقب لفظ النسائي: (وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات. قال ابن رسلان وصحح هذه الرواية ابن خزيمة. قال فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر لأنه لإيقاظ النائم وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت ودعاء إلى الصلاة) انتهى من (تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي) ومثل ذلك في سنن البيهقي الكبرى عن أبي محذورة: أنه كان يثوِّب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم قلت: وعلى هذا ليس الصلاة خير من النوم من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم...

قلت: وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها

أولاً ولقلة من صرّح بها من المؤلفين 

ثانيًا. فإن جمهورهم ومن ورائهم السيد سابق يقتصرون على إجمال القول فيها ولا يُبَيِّنُون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء صراحة في الأحاديث الصحيحة، صراحة خلافًا للبيان المتقدم لابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيرا.

ممّا سبق يتبيّن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة وتزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الأول بالكلية ويصرون على التثويب في الثاني فما أحراهم بقوله تعالى :" ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ) (البقرة : 61 ) ( لو كانوا يعلمون).

فائدة: قال الطحاوي بعد أن ذكر حديث أبي محذورة وابن عمر المتقدمين الصريحين في التثويب في الأذان الأول وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى." 

[تمام المنة في التعليق على فقه السنة (146-147-148) تأليف محمد ناصر الدين الألباني طبعة دار المكتبة الإسلامية عمان الأردن]

فوائد ذات صلة