مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مقابلة الشيخ السدحان مع مجلة الدعوة الصحفية

مجلة الدعوة العدد 2134 المنشور في 5 ربيع الأول 1429هـ
حوار مع الشيخ الدكتور: عبدالعزيز بن محمد السدحان
حوار: راشد بن حمد الثاري

الحوار مع الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان -إمام وخطيب جامع السويدي بالرياض، عضو هيئة التدريس بالكلية التقنية بالعاصمة الرياض-: يكتسب أهمية خاصة: سواء عن مشواره الدعوي، وبداياته مع تلقي العلوم الشرعية على يد كبار علماء المملكة، أو عن انطلاقته في سماء الدعوة الرحب، وطرحه الرصين المتميِّز الذي وجد به قبولًا من المتلقين -بفضل الله عزَّ وجلَّ-، أو رؤيته في القضايا الدعوية المثارة؛ خاصة حول الخطاب الدعوي أو تأهيل الدعاة، أو التأثير في الشباب.وفي هذا الحوار نتناول نبذة عن حياة الشيخ عبدالعزيز السدحان، وحياته العلمية، وعلمائه الذين تتلمذ على يديهم، والقضايا المعاصرة التي تواجه الدعاة.وفيما يلي نص الحوار مع الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان.

• في بداية اللقاء قلنا له: إذا أردنا أن نقدِّم الدكتور عبدالعزيز السدحان للقراء؛ فماذا نقول عن بداياته العلمية والعملية؟

• عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان، البداية كانت في مدرسة طلحة بن عبيدالله -رضي الله عنه- حيث درستُ المرحلة الابتدائية وأكملتها في مدرسة معن بن زائدة ثم الجاحظ.ودرست المتوسطة في مدرسة فلسطين.الثانوية -وهي مقسمة على ثلاث مراحل-: أول ثانوي في ثانوية الجزيرة، وثاني ثانوي في معهد إمام الدعوة، وثالث ثانوي في معهد الرياض العلمي.ثم درست في كلية الشريعة وتخرَّجت منها -بفضل الله تعالى-.ثم درست مرحلة الماجستير بجامعة الملك سعود وحصلت على الماجستير عام 1419ه.ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة الإمام عام 1426هـ.أما الحياة العملية فدَرَّست بثانوية تحفيظ القرآن الكريم.ثم انتقلت إلى الكلية التقنية ولا أزال.

• رحلتكم مع الكتب من أين انطلقت؟

• لقد أنعم الله عليَّ بطلب العلم وصحبة الكتاب، والفضل -بعد الله عزَّ وجلَّ- لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -عليه رحمة الله تعالى-، وبدأت في حضور ندوات ودروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في عام 1397 للهجرة النبوية -على صاحبها أتم الصلاة والتسليم-.ثم أنعم الله علي أيضًا بملازمة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل الفقيه الزاهد المتواضع، وكان سببًا بعد الله في التعرُّف على الشيخ عبدالله بن حميد الذي لازمت درسه.وأما بدايتي مع الكتب فأذكر أن من الكتب التي قرأتُها -والتي كانت في بداية الطلب- كتاب «رياض الصالحين» للإمام النووي، وكتاب «تحفة الذاكرين» للإمام الشوكاني -على الجميع رحمة الله تعالى-.ثم بدأت أقرأ كتب الشيخ المحدث الشيخ الألباني -عليه رحمة الله تعالى- لِمَا كنت أسمع من عنايته بالحديث، وخصوصًا أن سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- كانت له عناية تامة بالحديث.

ترتيب الوقت • ما هو نصيب القراءة في حياتكم؟

• القراءة نعمة من الله -عزَّ وجلَّ- ويختلف الناس في نوعية القراءة: فبعض الناس قد يقرأ الساعات الطوال؛ لكن القراءة في كتب لا تنفعه، بل قد تضره ولا نفع فيها.وبعض الناس قد يقرأ ساعات أو وقتًا قليلًا؛ لكن في كتاب ينفعه ويفيده في أمور آخرته.وقضية نصيب القراءة: فهي بحسب أشغال الشخص، وبحسب كثرة مشاغله، ويعود لترتيب الوقت من عدمه، وأحمد الله عزَّ وجلَّ ومن باب التحدث بنعمة الله عزَّ وجلَّ علَيّ: فأنا أرغب في القراءة رغبة كبيرة، وهذا من فضل الله عزَّ وجلَّ علَيَّ، وأسأل الله أن يزيدني منها، وأن يكون ذلك عونًا لي على طاعة الله عزَّ وجلَّ.وأعتقد أن سبب النفور من القراءة يعود لعدم ترتيب الوقت عند كثير من المحبين والصالحين، ولو رَتَّبوا أوقاتهم، وجعلوا وقتًا محددًا للقراءة بحيث لا يزاحم غيرَه لاستفادوا وأفادوا.

لم أندم على شراء كتاب

• هل هناك كتاب اشتريته ثم ندمت على شرائه؟

• لا أذكر -والحمد لله- كتابًا اشتريتُه ثم ندمت على شرائه من حيث أنه لا ينفع.ولكن قد يكون الندم من حيث أني اشتريت طبعة ثم كان هناك ما هو أحسن منها، أو اشتريت كتابًا من مكان بعيد ثم تبيَّن لي أن فيه خرمًا في أحد أجزائه أو بياضًا في بعض صفحاته.ولهذا أنصح من يشتري كتابًا -قبل أن يشتريه- أن يمر على صفحاته مرورًا سريعًا للتأكد من عدم وجود البياض في بعض الصفحات كما يحصل كثيرًا في بعض الكتب، وكذلك إذا كان الكتاب له أجزاء كثيرة أن يطابق الرقم الخارجي على الرقم الداخلي، وأن يتأكد من عدم تكرار الأرقام.

• هل أنت من المؤيِّدين للقراءة السريعة في الوقت الحالي؟

• أنا أذكر أنه في بعض الموسوعات العلمية قسموا القراءة إلى أقسام:هناك قراءة المرور، بحيث تتصفح سريعًا، وتعرف محتوى الكتاب من الفهارس وعناوين الكتاب الرئيسة.وهناك قراءة البحث عن مفردة معينة أو مسألة معينة، فتتجاوز فيها مئات الصفحات لتجد بغيتك.أما قراءة التركيز؛ فلها وضع آخر، فبعض الناس يقرأ سريعًا لكن يفوته كثير من التركيز، وبعض الناس ينعم الله عليه بفهم وقَّاد مع قراءة سريعة.لكن الضابط هنا أن كل إنسان يفعل ما ينتفع به أو ما يَصلُح له؛ لأن الناس قدرات فبعض الناس قد يقرأ في اليوم مئة ورقة؛ لكن لو سألته عن الفائدة قد لا يعطيك إلا فائدة واحدة من مئة ورقة! وبعض الناس يقر بتؤدة عشر أوراق؛ ويعطيك مئة فائدة!! فالضابط يعود للشخص وما أعطاه الله من قدرات ذهنية وعقلية.

• هناك علماء لهم فضل عليك؟

• نعم، الفضل بعد الله لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-، وللشيخ عبدالله العقيل، والشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله-.ومما أنعم الله به علي أني عرفت الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وأنا صغير في المرحلة الثانوية، وقد شرَّفني وزارني في بيت والدي -رحمه الله تعالى- مرتين وكانت تلك الزيارة لها أثر عليَّ وعلى أهل بيتي.ولا شك أن للشيخ عبدالله بن جبرين -أثابه الله تعالى وجزاه الله عني خيرًا- فضلًا كبيرًا؛ فقد لازمته مدة طويلة، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن لا يفرق بيني وبينه إلا بالموت، فقد جلست في حلقته أكثر من خمس وعشرين سنة، ولا أزال -ولله الحمد- أحضر دروسه أقرأ عليه.وهناك أيضًا سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ؛ فقرأت عليه في بيته وفي الجامع، وما زال لي صلة به وأستفيد من علمه وفقهه وخلقه.وقل مثل هذا في بقية المشايخ كالشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالله الغديان -وإن لم يكن لي معهم دروس منتظمة، ولكن بالزيارة-.ولا أنسى مشايخي في المعهد العلمي، وفي كلية الشريعة، ومنهم: الشيخ صالح الأطرم، والشيخ عبدالرحمن الدرويش.وفي  المعهد العلمي: الشيخ محمد المعيوف، وكذلك الشيخ الزاهد العابد عبدالله الجار الله -عليه رحمة الله-.

• ما رأيك في الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة؛ فلا يزال البعض يتحرَّج من الخروج في وسائل الإعلام والحديث عن قضايا الأمة؟

• هذا السؤال من قسمين: أما رأيي في وسائل الإعلام الحديثة فوسائل الإعلام: سلاح له حدان: حد إيجابي، وحد سلبي؛ كالإناء إن وضعت فيه خمرًا أو وضعت فيه لبنًا؛ فهو بحسب ما يُوضَع فيه، ووسائل الإعلام أوعية تختلف باختلاف ما يوضع فيها، فوسائل الإعلام التي أنعم الله بها علينا -المقروءة والمسموعة والمرئية-: إذا سُخِّرَت في الخير كانت عونًا وحجة لصاحبها، وأن سُخِّرت في الشر كانت أيضًا حجة ودمارًا وعقوبة على صاحبها، ولهذا نرى شريطًا قد يكون فيه كلام ماجن، وقد يكون فيه تلاوة طيبة.الشاهد أن وسائل الإعلام عظيمة؛ تختصر الزمن، وتقرِّب البعيد، وتجمع المتفرِّق، وهذا -لا شك- إذا سُخِّرَت في الخير نفع الله بها القائمين عليها ومَن شارك فيها مِن النفع العظيم.وقولكم: «إن بعض الناس يتحرَّج من الخروج في وسائل الإعلام»: هذا رأي يُحترَم لصاحبه، ولا يُثرَّب عليه؛ لأن هذه ديانة يدين الله -عزَّ وجلَّ- بها، فمِثل هذا لا يُنكر ولا يُثرَّب عليه، ومن كان لا يرى الخروج ويستطيع التقديم فلا شك أن هذا من النفع العظيم.

• ألا ترى أن الدعوة إلى الله بحاجة إلى تجديد في الوسائل لجذب الشباب؟

• نعم، الدين واسع -والحمد لله-؛ حتى قيل من معاني الإسلام الواسع والصراط المستقيم الواسع في حكمه وأحكامه وعظيم في تشريعاته،فكل وسيلة يكون لها أصل في الشرع؛ فلا شك أنها إيجابية، يعني الوسائل تختلف باختلاف أصلها: فإذا كان هناك من الأدلة الشرعية ما يؤيِّد هذه الوسيلة فحي هلا بها مِن مقروءة ومسموعة ومرئية.أما إذا كانت الوسيلة ليس لها أصل في الشريعة، وقد تفتح أبوابًا للبِدَع فهذه نحن بحاجة إلى أن نحصِّن شبابنا منها.فالضابط في الوسائل تعود بحسب جوازها في الأدلة الشرعية من عدمها، مع تحقق المصلحة الشرعية.

• ماذا عن التحديات التي تواجه الشباب اليوم؟

• التحدّيات كثيرة، وهي تدور في فلَك فتن الشبهات والشهوات، وأعظمها فتن الشبهات، فهناك الحرب على الإسلام، وعلى نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- وعلى أحكام الشريعة، وهنا.أيضًا من التحديات: الأفهام المغلوطة لأحكام الإسلام ولعقيدة الإسلام الصافية النقية ولمنهج الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- الذي ساروا عليه وسار عليه السلف الصالح، هذا يضر الإسلام.كما أن أعداء الإسلام لا يفتُرون عن عدائهم للإسلام بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.وقبل ذلك -كما نعلم أن- الاستعمار والاستشراق والتنصير أخوة ثلاثة من رحم واحدة، وهي توأم، وتتعاون جميعًا على عداء الإسلام والمسلمين.هذه التحديات: نحتاج جميعًا من علماء وطلاب علم وعامة أن يقوم العلماء بالزيادة بتبصير المسلمين في عقيدتهم وفي دينهم، وبخاصة فتن الشبهات التي تواجه المسلمين من قنوات، والتي تُوصل الشبه إلى أوساط قعر بيوت المسلمين، هذه فتن الشبهات: الحرب على الإسلام، والحرب على نبي الإسلام، والتهكُّم بأحكام الشريعة، والدعوة إلى أمور دعوات مشبوهة في إخراج عقيدة الإسلام، والحرب على المرأة، والحرب على أحكام المواريث، نراه صباحًا ومساءً في وسائل الإعلام الخارجية، ومع الأسف بعض الدول الإسلامية تُعِين من حيث تشعر أو لا تشعر.

• ما هي الأشياء التي تبعث في نفسك الفرح والسرور حينما تراها؟!

• ينبغي أن يكون المسلم دائمًا متفائلًا، وأن يَحُثَّ إخوانه دائمًا على الفأل؛ لأن التفاؤل من النصر ومن وسائل الفوز، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل الحسن بعض الناس تراه دائمًا متشائمًا قنوطًا يؤوسًا  هذا يضر نفسه ويضر غيره ويعيق الخير والتقدم ويكون حجر عثرة في طريق الخير، ولهذا إذا دخلت ورأيت إنسانًا يتكلم ويذكر التشاؤم في كلامه ويكثر من ذكر سلبيات المجتمع وسلبيات نفسه، وجيرانه تجد أنه يحبط نفسه وغيره، بينما لو رأيت آخر لا يذكر السلبيات وإذا ذكرها فإنما يذكرها من باب السعي في علاجها وشحذًا للهمم فيقول نحن عندنا تقصير ولكن ينبغي مع هذا أن ندعو إلى الله عزَّ وجلَّ وأن نفعل الأسباب التي تغيِّر هذا التقصير وأن  نتفاءل بالخير تجد هذا النوع من الناس قرير العين منشرح الصدر يقوّي همته وهمة من يجالسه أو يعلم خبره·

• ما الأشياء التي تبعث في نفسك الحزن والألم عندما ترها؟!

• عكس التفاؤل التشاؤم فالقنوط يبعث الحزن في نفس صاحبه ولهذا أنصح نفسي وإخواني بالتفاؤل مع عدم الغفلة عن جوانب التقصير في الذات أو في المجتمع·

• متى كانت بدايتكم مع المنبر؟

• بدأت الخطابة الرسمية في عام 1416هـ في شهر صفر· ولكن ولله الحمد كنت قبلها أخطب نيابة عن بعض المشايخ وأول خطبة لي كانت في  عام 1398هـ وفي جامع إحدى قرى القصيم وكنت في الصف الثاني الثانوي·

• كيف ترى تأثير الإمام والخطيب في المجتمع؟!

• الخطيب يتميَّز عن المحاضر بخصائص عدة من أبرزها:

أولًا: عند الخطيب يجب الاستماع، بخلاف المحاضر.

ثانيًا: عند الخطيب يُمنَع الكلام ويأثم من يتكلم.

ثالثًا: لن يقوم أحد مِن عند الخطيب حتى ينتهي من خطبته بخلاف المحاضر.رابعًا: عند الخطيب جميع الحاضرين متهيئون وعلى لباس حسن ورائحة طيبة وهذا من التعبد لله.

فينبغي للخطيب لتوفر هذه الخصائص أن يجتهد قَدر استطاعته في توظيف خطبته فيما ينفع الناس؛ من ذلك:

أولًا: الاستعداد للخطبة قبل وقتها، وأن يجتهد في نفع الناس، وأن يحترم عقول الناس؛ لأن بعض الخطباء لا يُعِدُّ الخطبة إلا بعد صلاة الفجر، وبعضهم لا يرتب أوراقه إلا إذا قام يستفتح خطبته أمام الناس.

ثانيًا: الإعداد العلمي للخطبة.

ثالثًا: القصر غير المخل، وهذا من السُنَّة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «مِن فقه الرجل: قصر خطبته وطول صلاته».

رابعًا: أن تنفع الخطبةُ الناسَ: سواء ما يتعلق بنوازل المجتمع، وفي النوازل الكبرى أنصح الخطيب أن يستشير كبار أهل العلم فيما يقول في خطبته، وأن يعرض الخطبة على مَن هو أعلم منه، وبخاصة كبار العلماء.

خامسًا: أن يفتح صدره للنقد والنصيحة؛ فربما يُلاحِظ عليه بعضُ الجماعة ملاحظات؛ فينبغي أن يفرح؛ لأن الناصح إما أن يكون قادحًا أو مادحًا: فإذا كان مادحًا بحق؛ فيحمد الله ويسأل الله الزيادة من فضله، وإن كان شاتمًا؛ فلا يلقي له بالًا.

وأنا أنصح من تَولّى الخطابة: مَن كان يعرف مِن نفسه عدم القدرة على كتابة خطبة كل جمعة؛ أنصحه بأن يخطب بما سطره أهل العلم في خطبهم المطبوعة، وبخاصة خطب العلماء الراسخين؛ كالشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-، والشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى- وغيرهما من أهل العلم الراسخين.

• ارتجال الخطيب لخطبته ما رأيك في ذلك؟!

• هذا يختلف باختلاف الشخص.أنا أنصح الخطيب الجديد ألا يرتجل، وأنصح الخطيب الذي يعرف من نفسه التشعب ألا يرتجل؛ لأن المراد ليس تعويد النفس على الارتجال؛ فالمراد نفع الناس.بعض الناس يرتجل، ولكن في كل واد يهيم: أول الخطبة في المخدرات، وأوسطها في العقوق، وآخرها في ترك الصلاة... والكلام متشعب، حيث إن الجماعة لا يركِّزون فيما يقول؛ حتى هو يظهر عليه التذبذب وتارة يستشهد بالدليل في غير مكانه، وتارة يخطئ في قراءة الآية، وهذا مشاهد عند بعض الخطباء الارتجاليين، ومن سلبياته: طول الوقت، التشعب في الموضوع، الإثقال على الجماعة بعدم التركيز على موضوع الخطبة الأصلي، فالخطيب كل ما أَعَدَّ الخطبة في ورقة فهو أحسن، وإذا كان ولا بد أن يرتجل؛ أنصحه بأن يأخذ معه ورقة فيها رؤوس أقلام؛ حتى يمشي عليها ويكون على بصيرة.

• لماذا يركِّز الأعداء على المرأة بالذات؟

• أجاب عن هذا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- بأنه ما ترك فتنة أشد على أمته من فتنة النساء، وأن بني إسرائيل فُتِنُوا بالنساء.وما هناك فتنة مثل فتنة المرأة، والأعداء ركَّزوا عليها لأمور كثيرة:أنها من أعظم الأبواب لفتنة المسلمين في أعراضهم؛ لأنهم يعرفون أن فتنة شهوة النساء أعظم من فتنة الطعام والشراب، وهي أسرع تأثيرًا وأكثر إفسادًا.ومن العجب أن بعض عقلاء الغرب رفع راية المطالبة بعدم اختلاط الرجال بالنساء، ولكن للأسف أن بعض المسلمين والمحسوبين على الإسلام يدْعون لاختلاط المرأة بالرجال.والعجيب أن أعداء الإسلام ذاقوا مرارة الاختلاط وذاقوا مرارة أولاد السفاح، وكثير من عقلائهم من نساء ورجال ينادون مجتمعاتهم بفصل مدارس النساء عن الرجال، وبفصل الوظائف الرجالية عن النسائية.بل إن بعض عقلاء الغرب لما قابلناهم قالوا: نحرص على إدخال بناتنا في مدارس ليس فيها شباب، ونحرص أن تكون نساؤنا في وظائف ليس فيها رجال، وهناك الآن في بلاد الغرب مدارس خاصة بالنساء.... 

مقالات ذات صلة