مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مقدمة كتاب الرقية الشرعية

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة لكتاب [ خالد الجريسي عن الرقية الشرعية  29/2/1425هـ ]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد : فإن الله تعالى خلق الناس وفاضل بينهم في الأرزاق والآجال والأحوال ، فغني وفقير ، ومريض وسليم ، ورئيس ومرؤوس ، وهذا من كمال حكمة الله تعالى: {إن ربّك حكيم عليم} ، والحكيم من يضع الأمور مواضعها ، وربنا تعالى أحكم الحاكمين ، لا يعتري حكمته خلل ولا نقص ، فحكمته تعالى بالغة في الكمال منتهاه ، يُعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله : ( ولا يظلم ربك أحدا ) ، وكان من حكمة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا ابتلاء الناس بالمصائب ، وهذه المصائب تختلف بحسب أنواعها : فتارة تكون في البدن ، وتارة تكون في الولد ، وتارة تكون في المال ، وقد تجتمع أحياناً وتفترق أحياناً.

ولما كان من المعلوم أن نعمة الصحة والعافية أهم عند العبد من ماله وأملاكه مهما بلغت في العدد والعدّة ، لما كان ذلك كذلك كان الإنسان إذا أصابه مرض ينفق ولا يسأل مهما بلغت النفقة من الأموال الطائلة طلباً للعافية والسلامة ،وهذه غريزة في كل إنسان فلا يُقدّر ولا يهتم بما خسر أو استدان في سبيل الاستطباب طلباً لنعمة الصحة والعافية ؛ ذلك لأن العافية من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان.كما قال صلى الله عليه وسلم : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ» أخرجه البخاري.

وعوداً على بدء.. فإن الإنسان يتسبب في طلب الصحة والعافية – بإذن الله تعالى – وطلب الدواء والاستشفاء بما شرعه الله تعالى لعباده وسخر لهم أسبابه.وقد جاءت الأحاديث عامة في طلب الدواء ما لم يكن ذلك الدواء مما نهت عنه الشريعة ، قال صلى الله عليه وسلم : «اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا»، وقال صلى الله عليه وسلم : «تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام».

ومع هذا النهي الشرعي الصحيح الصريح فإن بعض الناس قد يسلك في طلبه للعلاج مسالك محذوره وغير مشروعة تعجّلاً للعافية دون النظر إلى مر   ضاة من وهبه العافية وقدّر عليه ذلك العارض ، ولا شك ولا ريب أن هذا التصرف المحذور من ذلك المريض هو مرض آخر بل أعظم من مرضه الأصلي ؛ لأن مرضه الأصلي مرض بدن وما وقع فيه مرض قلب ، ومرض القلب أعظم من مرض البدن.

وإذا كان ذلك كذلك فيقال : إن التداوي بالرقى الشرعية من أعظم الأدوية نفعاً وأكثرها أثراً إذا صلحت نية القارئ وأقبل قلب المقروء عليه على الرقية.وفي هذه الرسالة الصغيرة حجماً العظيمة نفعاً استقراء غير مخل وبيان غير ممل لكثير من أحكام الرقية وحِكَمِها وأثرها ، بالإضافة إلى ضوابط شرعية وضوابط مبنية على التجارب وليست ملزمة للراقي بالوجوب الشرعي ولكنها مؤثرة من باب التجربة على حالات متشابهة للأمراض المرقي منها.

ومما زاد هذه الرسالة قيمة علمية وعملية : إظهار تعظيم التوحيد ، والتحذير من المساس به ، إضافة إلى العناية بالأذكار النبوية صباحية ومسائية ومنامية ، وما كان متعلقاً بالرقى الشرعية ، ويجمع ذلك كله النقل الموثّق والمحقّق ، فجزى الله مؤلفها الدكتور/ خالد بن عبدالرحمن الجريسي خيرا ، وبارك في علمه وعمله وقلمه وذريته وجميع شأنه . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

د. عبدالعزيز بن محمد السدحان 29/2/1425هـ

ملحوظة/ هذه المقدمة لم تُطبع مع الكتاب

إلحاقا/ الأخ الدكتور خالد الجريسي .. سلمه الله تعالى ... آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وبعد: إتماماً للفائدة جاء في مقدمة كتابك ( الحمد لله الحنان* ...) أرجو وضع كلامي هذا في حاشية الهوامش. (( وردت أحاديث فيها ذكر (( الحنان )) وإنه من أسماء الله تعالى . كما عند الإمام أحمد في المسند3/158-230 وعند الترمذي والحاكم 1/17 وغيرهم لكن الأحاديث لا تخلو من مقال في أسانيدها .

وعلى ذلك اختلف أهل العلم في إثبات هذا الإسم لله تعالى وحاصل خلافهم على أقوال ثلاثة:

الأول/ عدم اعتباره من الأسماء الحسنى وممن قال بذلك الإمام مالك والخطابي مجموع الفتاوى 10/285ومعجم المناهي اللفظية ص 241.

الثاني/ اعتباره من الأسماء الحسنى وممن قال بذلك الإمام البيهقي . كما جاء في كتابه الأسماء والصفات ص 74-75.

الثالث / التوقف وتعليق القول به على صحة النص وهو تقرير الشيخ ابن عثيمين كما جاء في المجموع الثمين 3 / ص 57 – 58 .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د. عبدالعزيز بن محمد السدحان 29/2/1425هـ  طُبع في الكتاب

مقالات ذات صلة