مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مقدمة كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم

الحمد لله الذي علَّم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، والصلاة والسلام على رسول الله الذي أنزل عليه القرآن، فعلِمه وعمل به، وعلّمه فكان خير متعلِّم ومعلّم، وبعد: 

فإن علم تفسير القرآن من أشرف العلوم وأزكاها وأرفعها، يزيد العالم والمتعلِّم إيمانًا وقوة في الحجة، ولزومًا للمحجة، ولعظيم شأن هذا العلم عني به أهل العلم، فكانت له مدارسه ومصنفاته المتنوعة كمًّا وكيفا، وفهارس المكتبات المطبوعة، فضلًا عن المخطوطة، ناهيك عن المفقودة تشهد شهادة يقين بذلك. شاهد المقال أن ذلك وغيره يؤكد ما سبق من شرف هذا العلم وعظيم أثره وتأثيره على ملقيه ومتلقيه، وما زال أهل العلم الراسخون خاصة في عنايتهم بعلم التفسير.

ومن أولئك سماحة الإمام شيخ الإسلام في زمانه الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- وهو بحق من الثلة المقدمة في علوم الشريعة.

والكلام في سيرته وترجمته منثور في كثير من المسموع والمرئي والمقروء. وإنما الشأن هنا في ميراثه العلمي؛ فقد ترك ميراثًا عظيمًا من الكتب والرسائل والفتاوى، بذل كثير من أهل العلم جهودًا في نشرها والعناية بها، جزى الله الجميع خيرًا.

ولا يزال كثير من ميراث الشيخ حبيس الأشرطة وحواشي كثير من الكتب التي كانت تقرأ عليه، فيقيد طلابه كثيرًا من تعليقاته النفيسة يسر الله تعالى إخراجها.

ومن ضمن ميراثه العلمي هذا الكتاب الذي بين يديك، وهو جمع لبعض كلام سماحة الشيخ من تعليقه وتفسيره لبعض الآيات القرآنية، فقد كان سماحته يعنى كثيرًا بالقرآن الكريم؛ حثًا على قراءته وتفسيره، ومن شواهد ذلك: لزوم القراءة في التفسير في كثير من دروسه، وكذا ما تواترت به كثير من مجالسه من افتتاحها بسماع بعض الآيات من بعض الجلساء، ثم تعليق سماحته على تلك الآيات.

وعودًا على بدء: فهذا المجموع الذي بين يديك كان -بعد فضل الله تعالى وتوفيقه- نتيجة محادثة بيني وبين جامعه الأستاذ الكريم يزيد بن محمد الردعان، فقد أشرت عليه بجمع ما يقف عليه من كلام سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في تعليقه وتفسيره لبعض الآيات، فاجتهد الأستاذ يزيد في ذلك، وبذل جهدًا مشكورًا. 

وخلاصة طريقة عمله كما يلي:

أولًا: الرجوع إلى كتب سماحته حسب الجهد، وعلى رأسها: (مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز جمع د/ محمد الشويعر)، وكما رجع أيضًا إلى كتب أخرى عُنيت بجمع كلام سماحته، وينظر ذلك في قائمة المراجع.

ثانيًا: ترتيب الكتاب حسب ترتيب السور والآيات في القرآن الكريم.

ثالثًا: نظر معالي الشيخ صالح الفوزان -أثابه الله تعالى- في هذا المجموع، واقترح أن يكون الاسم: «تفسير آيات من القرآن الكريم»، وهو ما تكلم عليه من الآيات القرآنية في أثناء فتاواه ودروسه ومحاضراته وأحاديثه في الإذاعة وغيرها.

كما نبه معالي الشيخ صالح -حفظه الله تعالى- إلى ضرورة العناية بإخراج الكتاب مطبوعًا على وجه يليق بكتب العلم.

وقد صحح معالي الشيخ بعض الأخطاء المطبعية؛ شكر الله لمعالي الشيخ صالح حرصه وعنايته على نشر العلم. 

وفي خاتمة هذه المقدمة أقول: قد أشرت على الأستاذ يزيد أن يجمع ما يقف عليه من كلام سماحته المتعلق بالبحث على العناية بالتفسير، وكذا كلامه وفتاواه المتعلقة بالقرآن وأحكامه؛ ليكون هذا المشروع مع هذا المجموع أكثر تكاملًا وأشمل للفائدة.

رحم الله سماحة الشيخ ابن باز، وجزاه خيرًا على ما قدم للإسلام والمسلمين، وأثاب الله معالي الشيخ صالح الفوزان، وبارك في جميع شأنه، وأثاب الله الأستاذ يزيد الردعان على ما قام به من جهد، والشكر موصول للشيخ الدكتور أحمد بن عبد الله الدويش الذي راجع الكتاب لغويًا وإملائيًا، وكذا شكر الله للأستاذ/ سعد بن عبد العزيز أبو خليل متابعته لصف الكتاب ومطابقة التعديل الأخير على أصل الكتاب، ووفق الله المسلمين للعناية بالقرآن والسنة علمًا وعملًا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه

عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان

19/10 /1432هـ الرياض

مقالات ذات صلة