مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مقدمة كتاب الاهداءات

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد فمن أسباب توثّق رابطة المحبة بين الناس – الهدية – كما قال صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا» أخرجه أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

فللهدية أثرٌ بليغٌ في نفس المهدَى إليه. حتى ولو زال شخصُها بعد حين من الدهر. فكيف إذا كان شخصاً ماثلاً أمام المهدي إليه يراه صباحاً ومساءاً.وزدْ على هذا إذا كان المهدِي قد كَحَّلَ هديته . بكتابة اسمه على هديته . ليبقى ذلك الاسم شاخصاً يتذكر به المهدَى شخص المهدِي فيمرُّ طيفه على خياله فيخصه بدعوة وقد تسبق الدعوة عبرة أو دمعة إذا كان المهدِي قد فارق الحياة.

ومما يزيد الهدية تأثيراً في نفس المهدَى إليه إذا أجرى المهدِي قلمه بكلمات من مقوله أو منقوله يعبر فيها عن محبته أو صادق مودته للمهدَى إليه. تلك الساعة تكون منزلة الهدية عندَ المهدَى إليه بمكان رفيع. فكيف إذا كانت الهدية رفيعة المنزلة حساً ومعنى قبل اهدائها وأعني بذلك كتب العلم ورسائله.

لا شك ولا ريب أن ذلك الكتاب يزيد في نفس المهدَى إليه رفعة ومكانة . فأطيب الهدايا هدية العلم وقد كان الصحابة رضي الله تعالى يسمون فائدة العلم هدية.

ومن لطيف الشواهد في هذا المقام قول عبدالرحمن بن أبي ليلى: لقيني كعب بن عجرة فقال : «ألا أُهْدِي لك هديةً سمعتُها من النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ فقلتُ : بلى ، فأَهْدِهَا لي ، فقال : سألنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلنا : يا رسولَ اللهِ ، كيف الصلاةُ عليكم أهلَ البيتِ ، فإنَّ اللهَ قد علَّمنا كيف نُسلِّمُ عليكم؟ قال: «قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ ، وعلى   آلِ إبراهيمَ ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ» رواه البخاري 3370.

بعد هذا أقول: هذا السِفْر الذي بين يديك أيها القارئ الكريم نِعْمٌ تترى أنعم الله بها علي من بعض مشايخي وإخوةٍ لي ومعارف فضلاء.أكرموني بتلك الهدايا العلمية القيمة المطرَّزة بكلمات مؤرّخة. قام بعض الفضلاء بجمع تلك النعم – ونعم الله لا تعد ولا تحصى – من تلك الكتب ثم أفردوا صفحات الإهداءات بتوثيق للإهداء خطاً وطباعة مع تصوير عنوان الكتاب أو بعضه بما يكفي لمعرفته.

ختاماً:شكر الله للجميع ورحم الله من مات وشفى من مرض وبارك في الأحياء وجمعنا جميعا في الدنيا على أحسن حال وفي الآخرة على أحسن مآل.اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وإخواننا ومن نحبهم ومن يحبوننا . واجمعنا جميعا في فردوسك الأعلى على سرر متقابلين فرحين مستبشرين . فرحين بما أنعمت به علينا في جنتك ، ومستبشرين بما تزيدنا به من نعمك العظيمة وأعظمها نعمة النظر إلى وجهك الكريم.اللهم أقر أعيننا جميعا بذلك يا ربنا الطيب الكريم الرحيم.والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان

28/10/1433هـ

مقالات ذات صلة