مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

الشيخ الحصين بئر معطلة وقصر مشيد

كثيرون يثنون بل يتعجبون من تواضع الشيخ صالح مع علو منصبه الوظيفي وهو أهل لذلك الثناء لكن أولئك الكثير، قليل منهم من يعرف عميق فكره وسعة اطلاعه، وأحسبُ أني من أولئك القليل ، وقد قرأتُ له فتعجبتُ من واسع ثقافته وحسن سرده مع بديع إيراده للشواهد الموثَّقة زماناً ومكاناً ناهيك عن وضوح عبارته وبعده عن الحشو الممل، وبكل حال، لو كان لي عليه سلطة لألزمته داره بل وأغلقت عليه بابه، وطلبت منه بل أمرته بأن يدون مقترحاته ونظراته في قضايا العصر، وبذلك نستخرج زكاة وعُصارة فكره ، من رأس مال معرفته واطلاعه ، تلك الساعة سيصدر الرِعاء عن بئره المليئة التي كانت معطلة حيناً من الدهر .

شاهد المقال؛ أنَّ الشيخ صالحا وأمثاله يفخر المرء بمعرفتهم بل ويفاخر بهم ، وللتاريخ أقول: لو أدركه ياقوت لترجم له في (معجم الأدباء) ، ولو أدركه أبو نعيم لترجم له في (حلية الأولياء) ، ولو أدركه الذهبي لترجم له في (سير أعلام النبلاء).

وأجزم أن الشيخ صالحاً لا يرضى بالمدح والثناء ، ولكن يشفع لي إنَّ مقام التراجم وشهادة التاريخ لا يتنازل عن أي معلومة لتبقى سيرة المترجمِ له مقام الشاهد الصامت إذا غاب الحي الناطق ، أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا ، اللهم إني أحب أسرة آل حصين فبارك فيها ، اللهم ضاعف للشيخ صالح أجره وبارك في جهده، آمين.

مقالات ذات صلة