مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

من صور التكافل الاجتماعي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فإن شريعة الإسلام أكمل الشرائع السماوية وأتمها ، ولما كان الأمر كذلك كان من مقاصد الشريعة العظيمة ، العناية بشئون الناس جميعا.
ومن ذلك: الاهتمام بمبدأ الصلة والترابط والتكافل الاجتماعي بين الناس ودلالتهم على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم، يؤكد هذا المبدأ عشرات النصوص القرآنية والنبوية ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة:71] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وكونوا عباد الله إخوانا» أخرجه الإمام أحمد.
وتتأكد هذا الصلة في حالة القرابة ؛ لاجتماع حقي الإسلام عموماً وحق القرابة خصوصا .ومن شواهد ذلك قوله تعالى : ﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى﴾، وقوله تعالى : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى﴾.
ومن هذا المنطلق ضربت كثيرٌ من الأسر مثالاً يُحتذى في التكاتف بين أفرادها لمصالح منها : صلة الرحم التي أمر الله تعالى بها ، وتلّمس أحوال ذوي الحاجة ؛ لمحاولة سد حاجتهم ، وغير ذلك من المصالح ، وكان من تلك الأسر التي سعت ولا تزال تسعى لتحقيق منهج الترابط الأسري أسرة آل سدحان زادها الله تعالى توفيقا في جميع أمورها .فلقد كان من بذور الخير التي زرعها بعض أفرادها -رحم الله موتاهم وبارك في أحياءهم- تأسيس صندوق خيري ، وضِع لتحقيق ذلك المبدأ النبيل في تفقد المحتاجين منهم ، مع أن كثير من أولئك المحتاجين يلبس ثياب التعفف في عدم إظهار حاجته للناس .
شاهد المقال .. إن نواة هذا الصندوق المبارك -إن شاء الله تعالى- وضعت في عام 1390هـ ، بمساهمة 58 مشتركا ، ثم ما زال الغيث يتواصل حتى بلغ عدد المساهمين ( 255 ) ، والظن بالله تعالى ثم بأفراد الأسرة أن يستمر هذا الخير منهم طمعا في الخير في الآخرة ، وإننا بعد شكر الله تعالى والثناء عليه لندعو الله تعالى
(أولاً) أن يرحم الأجيال السابقة التي قضت نحبها بعد مشاركة فعّالة لدعم مسيرة هذا الصندوق.
و(ثانيًا) ندعو الله تعالى للأجيال المعاصرة بالتوفيق على دعمهم لهذه المسيرة المباركة في درب التكاتف والتواصل ، ونسأله تعالى أن يبارك في أعمارهم وأعمالهم وذرياتهم.
و(ثالثًا) نهيب ونحث الناشئة على مواصلة ما زرعه الأجداد والآباء، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف ، وليستبشر الجميع بالأجر من الله تعالى .
وأننا في ختام كلمتنا هذه نبشر جميع أفراد أسرتنا بأن بوادر التوفيق الإلهي ظهرت في ثمار هذا الصندوق من خلال استفادة الكثير وسد حاجاتهم ، وما ذاك إلا لصدق نيات المساهمين ، وهذا الظن بالجميع إن شاء الله تعالى .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تبارك في أفراد أسرتنا ، وأن توفقهم لصلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم ... آمين يا رب العالمين .والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

مقالات ذات صلة