مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مقدمة كتاب الصحابة الذين غيًر النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة لكتاب [ الصحابة الذين غَيَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم ] بقلم/ عبدالله بن إبراهيم الطويل

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:فيقول تعالى : ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

قال الإمام ابن كثير – رحمه الله تعالى – ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُم﴾ أي : على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم.

قال الشيخ ابن سعدي – رحمه الله تعالى – : ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُم﴾ أي : يحب لكم الخير ويسعى جهده في إيصاله إليكم ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان ويكره لكم الشر ويسعى جهده في تنفيركم عنه.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه تعالى متمثلاً ذلك في جميع شأنه عليه الصلاة والسلام.وكان من كمال حرصه عليه السلام ورأفته ورحمته دلالة أمته على كل خير في جميع شئونهم.

ومن ذلك ما يتعلق بأسمائهم ، فالاسم ملازم للشخص في حياته وبعد مماته به يُدعى وبه يُعرف . وظاهر لفظه يدل على مسماه غالباً.

وقد كَثُرَتْ في السنة الشواهد الدالة على عناية هذه الشريعة بالأسماء وذلك على أنواع:

- تارة بالحث على أسماء معينة كقوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن»(1).

- وتارة بترك بعض الأسماء والتزهيد فيها كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسمين غلامك يساراً ولا نجيحاً ولا أفلح. فإنك تقول: أثمَّتَ هو ؟ فلا يكون. فيقال : لا »(2).

- وتارة بتسميته صلى الله عليه وسلم بعض المواليد ابتداءً : كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن الزبير. فقد ثبت أن أسماء رضي الله تعالى عنها لما ولدته حنكه النبي صلى الله عليه وسلم وسمّاه عبدالله.

- وتارة بالتحذير والتشنيع من أسماء معينة كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أخنع اسم عندالله رجل تسمّى ملك الأملاك لا مَلِكَ إلا الله»(3).

- وتارة بالإقرار على الاسم ابتداءً. فعن علي رضي الله تعالى عنه قال: قلت : يا رسول الله إنْ وُلِدَ لي ولد من بعدك اسميه باسمك.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعم»(4).

- وتارة بتغيير بعض الأسماء واستبدالها بأسماء أخرى(5).

وشواهد هذا المبحث كثيرة وسترى ذلك في ثنايا هذا الكتاب. وهذا الموضوع هو بيت القصيد هنا . فيقال: لقد عني أهل العلم بالتصنيف في مباحث العلم ومن أنواع التصنيف جمع المتفرق من النظائر. وكان من أولئك الإمام الصغاني. ت 650هـ. فلقد ألّف – رحمه الله – رسالة لطيفة في موضوعها في الصحابة الذين غيّر النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم(6).

ثم أشار فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد – رحمه الله تعالى – إلى أنه جمع رسالة باسم «جزء في الذين غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم» ثم نشرهم في كتابه الممتع «معجم المناهي اللفظية » ثم أحال على رسالة الصغاني «نقعة الصديان» ولقد استفاد من رسالة الإمام الصغاني ورسالة الشيخ بكر صاحب هذا المبحث الأخ عبدالله الطويل.

فقام مشكوراً – كما أشار في مقدمته –  بجمع ما نشره الشيخ بكر وتوسّع بذكر بعض ما وقف عليه من سبب تغيير الاسم وزاد بعض الأسماء التي وقف عليها.فشكر الله للباحث جهده وحرصه.

ولقد أشرتُ عليه بالتوسع في هذا المبحث وذلك بجمع ما غيّر النبي صلى الله عليه وسلم اسمه من قبيلة أو أرض أو حيوان أو غير ذلك ليكون البحث متكاملا في موضوعه.وأحسب أنه سيفعل ذلك إن شاء الله تعالى لعلمي بحرصه وهمته. زاده الله علما وعملا وجعله مباركا أينما كان.

عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان

1421هـ


(1) أخرجه مسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.

(2) أخرجه مسلم.

(3) أخرجه البخاري ومسلم.

(4) أخرجه أبو داود والترمذي.

(5) نقل الباحث – أثابه الله تعالى – كلاما لابن القيم – رحمه الله تعالى – : يغني عن إعادته هاهنا.

(6) نقعة الصديان في الصحابة الذين صحبتهم نظر، والذين نُسبوا إلى أمهاتهم. والذين غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم. والمؤلفة قلوبهم.

مقالات ذات صلة