مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

مناهج الإصلاح (2)

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: فلما كان من سنة الله أن الحق والباطل في صراع دائم ، وكان النِّزال بينهما سجالاً أفراداً وجماعات ، قام أنصار الحق ودعاته وشمروا عن ساعد الجد وأخلصوا النصح لمجتمعاتهم ، وفي المقابل قام دعاة البدع وأنصارها برفع ألوية المعارضة والمجادلة بالباطل ، ناهيك عن سواد العامة الذين لا يقبلون في ترك بدعهم صرفاً ولا عدلاً ولقد شهد التاريخ – بل تشرف التاريخ – بأن يكون بين دفتيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أئمة جبال ، لما رأوا أن مجتمعاتهم قد توغّلت فيها سهام البدع والانحراف العقدي ، قاموا مقام الناصح الأمين ، والنذير العريان ، فجاهدوا بألسنتهم وسيوفهم وأقلامهم ، فأوضحوا الحق بجلاء ، وكشفوا عوّار البدع وزيفها ، فقامت عليهم الدهماء من العامة ، يحركهم في ذلك ويقودهم أنصار البدع وأئمتها .ومع تلك المعارضات الغوغائية والجموع المتكاثرة من دعاة الباطل وأنصاره ، كان دعاة السنة بالمرصاد لجميع ذلك ، كان العالم بالسنة يُمثّل أمةً مستقلة ، فأقام الله بهم الحق ، ورفع بهم راية السنة ، وخرِست ألسنة البدعة والمبتدعة .
ومن الأمثلة على ذلك موقف : الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – في محنته المشهورة ، وكيف تكالبت عليه الجموع ، إلاَّ أن ذلك كله كان كسراب بقيعة ، وكانت العاقبة للتقوى .وعلى شاكلة الإمام أحمد قام غير واحد من أئمة السنة بإشهار سلاح العلم والدليل في وجوه المبتدعة ، فكُبت أولئك المبتدعة ، كما كبت الذين من قبلهم ، قـال تعـالى ﴿ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الحجر: ٨٤]، وإن من أئمة السنة الأبرار ، الذي قاموا بجهود عظيمة في نصرة السنة والدفاع عنها ، ومجاهدة البدعة والمبتدعة : شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى - .
ومع هذا كله لم يفتر أهل الضلال ، بل استماتوا في نشر بدعتهم ، حتى إذا ما استعاد الباطل نشاطه ، وظهر أنصارهُ ، قيَّض الله تعالى لهذا الدين في هذه الجزيرة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى - .قام – رحمه الله تعالى – يدعو إلى تجريد التوحيد مما علق به من الشوائب الحسية والمعنوية ، فنفعه الله تعالى ونفع به ، ولا نزال نجني ثمار دعوته إلى هذه الساعة ، - رحمه الله تعالى وأجزل مثواه - .
ومن أئمة السنة المتأخرين في هذه الجزيرة الذين رحلوا عن هذه الدنيا : الإمامان الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله تعالى - .
ومن علماء السنة من خارج هذه الجزيرة الإمام المحدث بل محدث الإسلام الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل .

مقالات ذات صلة