مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

أحببته قبل أن أراه الشيخ الوالد محمد بن عبدالرحمن المقرن

الشيخ الوالد الشيخ الوالد الواعظ الزاهد/ محمد بن عبد الرحمن المقرن – رحمه الله تعالى - .

أحببته قبل أن أراه ، فلما رأيته وعرفته زاد حبي له لبشاشته وتواضعه وطيب خُلُقه ، يُتوّج ذلك حرص على التبكير للصلاة وكثرة تلاوة ودعاء ويد في الخير كريمة ، ناهيك عن النفع المتعدي بقراءة المواعظ والتفسير والأحكام بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء .شرف منـزلي لأول مرة عام 1410هـ مع ثلة من جماعة المسجد ، وطلبوا مني إمامة المسجد فاعتذرت لظروف ، أهمها كثرة الغياب بسبب المحاضرات وغيرها ، فضرب على صدره وقال : أنا أكفيك الإمامة مادمت غائباً ، وأشهد بالله أنه قال وفعل ، ولا خير في قول إذا لم يكن فعل ، لم أقابله أو أسلم عليه إلا تبسّم في وجهي ، - قال صلى الله عليه وسلم : «تبسمك في وجه أخيك صدقة» - .

ترى نور الطاعة في محياه ، كان كثير ما يقول لي أنت في هذا المسجد ، ثم يذكر ثناءً لست أهلاً له ، - حقاً لا تواضعاً - ، وعندما بلغه خبر الانتقال من المسجد قال لي في آخر أيامه أنه يتمنى الذهاب قبلي من هذا المسجد . جئت لصلاة العشاء يوم الأحد السابق لوفاته وفي خاطري تقديمه للإمامة ، لأني أقدمه أحياناً وقد طال العهد عن تقديمه ، فصلى تلك العشاء وكانت آخر عشاء له في هذا المسجد .

ختاماً .. جزاك الله عني يا أبا فهد خيراً ، فلقد كنت لي أباً ومعيناً في الخير ، وتعلمْ أني لم أعزَّ في أحد بعد الشيخين ابن باز وابن عثيمين - رحمه الله عليهما أكثر - عزاءاً منك .

ولعّل من الوفاء لك ورد بعض الجميل إليك أني حظيتُ بالصلاةِ إماماً عليك وتشييع جنازتك والنـزول في قبرك وغيّرتُ اسم مدرسة التحفيظ لتكون باسمك ، وسأدعو الله لك دائماً ما استطعت . فأنا أعلم محبتك لي ولتعلم أن هذا من بعض محبتي لك ، رحمك الله وأفسح لك في قبرك ، وبارك في ذريتك وجمعنا بك في الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب .

إمام المسجد الشيخ/  عبد العزيز السدحان

مقالات ذات صلة